Go Back Go Back
Go Back Go Back

الاستثمار في القابلات المؤهلات من أجل حياة آمنة ومستقبل زاهر في اليمن

 الاستثمار في القابلات المؤهلات من أجل حياة آمنة ومستقبل زاهر في اليمن

أخبار

الاستثمار في القابلات المؤهلات من أجل حياة آمنة ومستقبل زاهر في اليمن

calendar_today 11 فبراير 2025

 تدريب قابلات المستقبل في معهد للتعليم العالي في عدن، اليمن بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان. الصورة خاصة بصندوق الأمم المتحدة للسكان-اليمن
 تدريب قابلات المستقبل في معهد للتعليم العالي في عدن، اليمن بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان. الصورة خاصة بصندوق الأمم المتحدة للسكان-اليمن

الحديدة/محافظة صنعاء/اليمن

 

 رقية دخنة، البالغة من العمر 22 عاما، كانت مصممة على ان تصبح قابلة، لاسيما وان والدتها عانت تجربة قاسية أثناء الطفولة.

 

نشأت السيدة دخنة في قرية في محافظة الحديدة اليمنية الساحلية- وهي تعتبر منطقة ريفية تندر فيها الخدمات الصحية والتي كثيرا ما تكون خارج متناول اليد. وتعاني كثير من النساء من مشاكل أثناء الحمل والمخاض،  حيث لا يتوفر هناك إلا عدد قليل من القابلات المؤهلات لمساعدتهن-ومن بينهن والدتها التي وضعت جنينا ميتا بصورة مأساوية.

 

وصرحت السيدة دخنة لصندوق الأمم المتحدة للسكان، وكالة الأمم المتحدة للصحة الإنجابية (صحة الأم والوليد)، قائلة: "عدم توفر القابلات المؤهلات وغياب التدريب المناسب تسبب في أخطاء جسيمة،" "لكنها دفعتني للسعي وراء مهنة التوليد حتى نتمكن من ضمان عدم معاناة أية امرأة أو طفل من نفس المصير."

 

ورغم التحسن في السنوات الأخيرة، لا تزال اليمن تعاني واحدة من أعلى معدلات وفيات الأمهات  في المنطقة، بمعدل 183 حالة وفاة في كل 100,000 ولادة حية،  وتعاني منظومة الصحة الوطنية من ضغوط لحد الانهيار بعد سنوات من الصراع، والكوارث المناخية المتكررة، والوضع الاقتصادي المتأرجح. وتعمل حوالي 40 في المائة من المرافق الصحية بصورة جزئية أو تكون خارج الخدمة بصورة كلية، بسبب النقص في العاملين او التمويل، او الكهرباء، او الأدوية والمعدات، الأمر الذي يؤدي الي عدم حصول الملايين على الرعاية الصحية الكافية. 

 

تدريب منقذي الحياة المستقبليين

 

 

 تدريب قابلات المستقبل في معهد للتعليم العالي في عدن، اليمن بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان. الصورة خاصة بصندوق الأمم المتحدة للسكان-اليمن

 

تظهر الأبحاث أن القابلات بامكانهن وضع حد لحوالي ثلثي وفيات الأمهات وحديثي الولادة عند الولادة، و الأجنة الميتة، وتقديم حوالي 90 في المائة من كل الخدمات الصحية الخاصة برعاية الأمومة وحديثي الولادة. إلا ان هذه المهنة ظلت مهمشة  داخل النظم الصحية، وهذا خلل في التوازن يسعى صندوق الأمم المتحدة لإصلاحه عن طريق الاستثمار في التدريب على مهنة القبالة، ونشر القابلات للوصول إلى مزيد من النساء، وإنقاذ مزيد من الأرواح، بصورة سريعة وواسعة النطاق.  

قام صندوق الأمم المتحدة للسكان، في عام 2020، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، بإنشاء سلسلة من برامج التدريب التي  تستمر لمدة ثلاث أعوام، في سبعة معاهد في مناطق نائية يصعب الوصول إليها، والتي تعتبر الأعلى في اليمن بمعدل وفيات الأمهات،وحديثي الولادة. ورغم أن السيدة دخنة كانت تسافر لمسافات طويلة للوصول إلى أحد المعاهد، إلا أنها صمدت.

وتقول السيدة دخنة "أنها كانت مرهقة، ولكننا كنا نعمل بهمة وتخرجنا […] بعد ثلاث سنوات،" "واستطعنا أن نجلب الفرح لقلوب الأمهات والآباء." "وكان الخوف يلازمني دائما، خاصة عندما نتعامل مع حالات الوضوع المعقدة. ولكني كنت مدركة ان حلمي ليس مجرد حلمي وحدي […] كنت اود ان اكون مثالا يحتذى به لأجيال المستقبل."

 

للسيدة دخنة طموحات لمساعدة مزيد من النساء في مجتمعها. "اتمنى ان انشئ عيادة صغيرة في قريتي لدعم ورعاية الأمهات وحديثي الولادة […] اود ان يكون لكل منطقة ريفية مهنيي طب مؤهلين بمقدورهم إنقاذ أرواح الأمهات والأطفال." الاستثمار في النساء هو استثمار للمجتمع.

 

 الاستثمار في النساء استثمار للمجتمع 

A group of women cross a courtyard in front of a higher education building

استفادت اكثر من 440,000 امرأة من البرامج في العام الماضي، كما حصلت أكثر من 50,000 امرأة على  ولادة آمنة في المنزل بمساعدة  قابلات مجتمعيات. الصورة خاصة بصندوق الأمم المتحدة للسكان باليمن

   

نسيم، البالغة من العمر 28 عاما، هي أحدى الخريجات الجدد ضمن المبادرة. نشأت نسيم في قرية حداب، في محافظة صنعاء، حيث شجعتها والدتها على العمل بجد ودراسة الطب. "لها الشكر، فقد تمكنت من اكمال تعليمها الثانوي، التي كانت الخطوة الأولى لتلبية حلمها الطويل بأ: "اصبح طبيبة."

لكن الحياة جلبت لها تحديات كثيرة في مسيرتها، خاصة وأن زوجها فقد وظيفته عقب انهيار الاقتصاد اليمني. "كنت الوحيدة المتكفلة بحياة الاسرة. عملت كمعلمة لدعم الاسرة، "ولكن حلمي بأن أصير طبيبة لم يفارق قلبي." وكان هذا التزاما ثبت أنه يقوم على ارضية صلبة عندما نمى الي سمعها برنامج  صندوق الأمم المتحدة للسكان. "تلقيت مكالمة هاتفية عن فرصة تدريب لاصبح قابلة أعمل في الريف. ورغم العقبات - بما في ذلك اعتراضات أسرتي لأنني أصبحت مشغولة - فإنني كنت مصممة. هذا التدريب ليس فقط فرصةً تمكنني من العمل، بل هو مسار لأثبت عن ذاتي، وإنقاذ الأرواح في قريتي، وتحسين مستقبل أطفالي.”

 

مسيرة التطور   

بنهاية عام 2024، تم تخريج 139 قابلة من المعاهد المدعومة من صندوق الأمم المتحدة للسكان، وإرسالهن للعمل في المناطق الأكثر حرمانا – وهذه مبادرة ليس فقط لإنقاذ الأرواح، بل لتمكين النساء والمساهمة من أجل مجتمعات أكثر تعافياً.

وتذكرت نسيم "لن أنسى أبدا عندما شهدت مخاضا صعبا أدى إلى شلل امرأة بسبب عدم وجود قابلة مؤهلة. ذلك المشهد هز أعماقي إلى ما لا نهاية، "تيقنت عندئذ للحاجة الملحة لوجود كوادر طبية مؤهلة على الأقل  في كل قرية نائية. كانت تلك هي اللحظة التي أشعلت رغبتي لكى اصبح قابلة، لضمان عدم معاناة امرأة أخرى من غياب العناية الصحية  المناسبة.”

استفادت اكثر من 440,000 امرأة من البرامج في العام الماضي، حيث تلقت أكثر من 50,000 امرأة ولادة آمنة في منازلهن عن طريق قابلات مجتمعيات، وحصلت اكثر من 77,000 امرأة على  خدمات تنظيم الأسرة. وتمت إحالة 9,300 نساء أخريات يعانين من مضاعفات الحمل  إلى مرافق صحية لتلقي العناية السريعة والضرورية.