أنت هنا

 

ضاعفت السيول وظروف الطقس القاسية من الضغط على سكان اليمن الذي مزقته الحرب بينما  توفر امدادات الأمم المتحدة شريان حياة حيوي.

نزحت شيماء البالغة 16 عاماً عندما اقترب القتال من منزلها في محافظة حجة في العام 2019. أضطرت شيماء أن تعيش بالقرب من مكب للنفايات وتقوم ببيع عُلب البلاستيك من أجل البقاء لكن السيول الأخيرة دمرت مأوى عائلتها وتسببت بوفاة والدها وشقيقها. قدم فريق الاستجابة السريعة بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان مواد اغاثية طارئة منقذة للحياة تشمل وجبات جاهزة للأكل من برنامج الغذاء العالمي وحقائب نظافة من منظمة رعاية الطفولة (اليونسيف) بالإضافة إلى حقائب الكرامة من صندوق الأمم المتحدة للسكان. كما قام الفريق بإحالة شيماء لتلقي المساعدات النقدية والايواء.

تقول شيماء التي أصبحت الآن عائلة لأسرتها :" أمنيتي الوحيدة الأن هي توفير احتياجات عائلتي الأساسية من أجل البقاء."

مساعدة طارئة

وتُعد اليمن واحدة من أسواء الازمات الإنسانية في العالم. فبعد نحو ثماني سنوات من الحرب، يحتاج ما يقارب 21.6 مليوناً من السكان للمساعدات. وتتحمل النساء والفتيات العبء الأكبر للأزمة، كما تشكل النساء والأطفال حوالي 80 بالمئة من إجمالي 4.5 ملايين نازح في البلد.

هذا العام، تسبب الطقس القاسي نتيجة التغيرات المناخية بنزوح أكثر من 200,000 ألف شخص، الكثير منهم كانوا قد نزحوا للمرة الأولى والثانية بسبب الصراع. ويتوقع أن توثر الامطار الغزيرة في الأسابيع القادمة على حوالي 2 مليون من النازحين في 11 من أصل 22 محافظة يمنية.

"لقد تفاجأت عندما اعطانا فريق الاستجابة السريعة هذه الحقائب، لم أتوقع أن يأتون بهذه السرعة. لقد اعطاني ذلك املاً بأن وضعنا يمكن أن يتحسن." تقول سعاد، 45 عاماً وهي أم لسبعة أبناء وفقدت المأوى الخاص بها بسبب السيول في مخيم الروضة للنازحين بمحافظة مأرب.

 

تقدم آلية الاستجابة السريعة التابعة للأمم المتحدة المساعدة الطارئة المنقذة للحياة خلال 48-72 ساعة من وقت النزوح لتلبية الاحتياجات الأساسية للأشخاص لفترة تصل إلى أسبوع.

تلقى أكثر من 150,000 شخص المساعدة عبر هذه المبادة خلال العام2023 والتي تُمول بمساهمات هامة من الاتحاد الأوروبي والوكالة الامريكية للتنمية الدولية وصندوق التمويل الإنساني في اليمن.

 

عدم ترك أي أحد خلف الركب

أوضحت الرؤية التاريخية للمؤتمر الدولي  للسكان والتنمية المنعقد في القاهرة في العام1994 ، أن الحقوق الإنجابية هي أساس التنمية. ومع الاقتراب الوشيك للذكرى الثلاثين للمؤتمر الدولي للسكان والتنمية، سيجتمع القادة والخبراء في بيروت هذا الشهر لتقييم التقدم الذي تم احرازه في المنطقة العربية والنظر في الإجراءات المستقبلية.

ومع وجود أكثر من 102 مليون نازح في المنطقة العربية خلال العام 2022-غالبيتهم من النساء والأطفال-من المهم عدم ترك النساء والفتيات العالقات في الأزمات يتخلفن عن الركب.

تفتقر النساء والفتيات في الأزمات الإنسانية للوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية والجنسية ويواجهن مخاطر أكبر من العنف القائم على النوع الاجتماعي بما في ذلك تشويه الأعضاء التناسلية وزواج الأطفال. من المهم توفير الخدمات للوقاية من هذه الممارسات الضارة والاستجابة لها.

ومع تفاقم الفيضانات والجفاف والكوارث بسبب التغير المناخي، تشكل النساء والشباب عوامل رئسية لتأمين مستقبل مستدام. سوف يرث الشباب الكوكب، وتعتمد النساء -واللواتي غالباً ما يتم تكليفهن بجلب المياه والغذاء والوقود- على الموارد الطبيعية بشكل أكبر من أجل معيشتهن. وهذا يجعل أدوارهن أساسية في تصميم وتنفيذ خطط التكييف مع المناخ وتخفيف تداعياته.

 

ومن أجل بناء مجتمعات مزدهرة ومستدامة وتنعم بالسلام، يجب على الدول العربية وضع النساء والشباب في المقدمة وفي قلب أجندتها التنموية وعدم ترك أي أحد خلف الركب.