مأرب، اليمن – نُسيبة، فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً، أُجبرت على الفرار من النزاع مع أسرتها للمرة الثانية من محافظة الجوف إلى مخيم الميل للنازحين في مدينة مأرب حيث كافحت هرباً من زواج وشيك.
بعد النزوح المتكرر الذي أدى إلى فقدان الممتلكات وسبل كسب العيش، كانت أسرة نُسيبة منهكة وتجد مشقة في تلبية احتياجاتها.
تقول نسيبة "في هذه الظروف القاسية، بدأ والدي يتحدث عن تزويجي مقابل المال لتلبية جزء من احتياجات الأسرة. لقد رفضت، واضطررت بالتالي إلى مواجهة العواقب المؤلمة".
تحت تهديد الجوع ولتخفيف العبء عن الأسرة، عرض والد نسيبة تزويجها من صديقه الذي أبدى استعداده لدفع كل ما تطلبه الأسرة. بالنسبة لنُسيبة، كان ذلك صادماً ونهاية قاسية لطفولتها وأحلامها. وعلى الرغم من الحوافز التي استخدمها الأب لإقناع ابنته بقبول عرض الزواج، إلا أنها استمرت في المقاومة. نتيجة لذلك، تعرضت نُسيبة لضغوط وتهديدات وإساءات عاطفية متزايدة من أسرتها.
بحثاً عن ملاذ من قسوة أهلها، لجأت نسيبة إلى مساحة آمنة للنساء والفتيات تحظى بدعم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
بالنسبة لنُسيبة، فإن المساحة الآمنة وفرت وسيلة للحماية من خلال الوقاية. تحدثت نُسيبة قائلة: "كان هذا هو المكان الوحيد الذي يمكنني أن التمس فيه اللجوء والمساعدة في مصيبتي".
في المساحة الآمنة، تم تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لنُسيبة من خلال طبيب نفسي متخصص لمعالجة الصدمة الشديدة التي واجهتها. أيضاً، طُلب من والدها الحضور إلى المساحة الآمنة، وتحدث معه الفريق الموجود في المساحة الآمنة بلطف وبجدية حول أثر الزواج على فتاة صغيرة مثل نُسيبة، وشرحوا له أضرار ومخاطر زواج الأطفال وأهمية أحلام نُسيبة وإعمال حقوقها. عالج الفريق الوضع الاقتصادي للأسرة من خلال المساعدة النقدية والتدريب والتمكين.
من عبء إلى معيل
من أجل تخليص الأسرة من المصاعب التي تواجهها، وفرت المساحة الآمنة التدريب لنُسيبة في مهارات كسب العيش الخاصة بخياطة ملابس الأطفال.
من خلال بيع ملابسها، سرعان ما أصبحت نُسيبة مصدر الدخل الرئيسي لأسرتها. بعد أن كان يُنظر إليها باعتبارها عبئاً، أصبحت نُسيبة الآن المعيل الرئيسي للأسرة.
"كان حلمي الهروب من هذا الزواج. الآن، أحلامي هي أن أواصل دراستي وأصمم وأصنع الملابس لإعالة أسرتي. اختتمت نسيبة حديثها قائلة: "بمساعدة هذه المساحة الآمنة الرائعة، أصبحت آمالي وأحلامي حقيقة".
الدعم السخي يساعد على حماية النساء والفتيات
خدمات الدعم والحماية التي قدمتها المساحة الآمنة لم تمنع زواج أطفال وشيك ومخاطره التي تهدد الحياة فحسب، بل ساعدت الأسرة أيضاً على التغلب على بعض التحديات التي واجهتها بسبب النزوح والنزاع.
منذ نوفمبر 2020، ومن خلال الدعم السخي المقدم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى ثماني مساحات آمنة للنساء والفتيات ومراكز إيواء في محافظات عدن والمهرة وحضرموت ولحج ومأرب وشبوة، تلقت حوالي 80,000 امرأة خدمات الحماية، بينما تلقت حوالي 3,000 امرأة تدريباً في مهارات كسب العيش لبدء أنشطة مدرة للدخل لإعالة أنفسهن وأسرهن.