لحج\مأرب، اليمن- " شعرتُ بأنني كننت أخذ آخر أنفاسي وأنني لن أتمكن من حمل طفلي بين ذراعيً." تقول نسمة 26 عاماً من محافظة مأرب وكانت حاملة بطفلها الأول. عانت نسمة من مضاعفات اثناء حملها بينما كان الوصول إلى مرفق صحي قريب من مسكنها أمر بعيد المنال. عندما أصبح الوضع الصحي لنسمة مهدداً لحياتها، باع زوجها ما لديهم من مواشي -والتي كانت مصدر معيشتهم الوحيد -من أجل أن يستأجر سيارة لنقل نسمة إلى مستشفى في المدينة.
في الطريق إلى المدينة، رأى زوج نسمة مستشفى جبل مراد والذي يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية.
أسرع بزوجته نسمة إلى المستشفى على أمل انقاذها وطفلها. كانت وحدة رعاية الأمومة في المستشفى مجهزة بالمعدات بشكل كامل ومزودة بكادر طبي مؤهل استطاع مساعدة نسمة فوراً على ولادة آمنة. تقول القابلة التي ساعدت نسمة : " رؤية الابتسامة على وجه نسمة حينما حضنت طفلها جعل يومي بهيجاً، نحن نعمل لنرى هذه الابتسامات."
النزوح والحمل
نزحت اشفاق البالغة 21 عاماً وهي من مديرية رأس العارة بمحافظة لحج مرتين انثاء فترة حملها. تقول اشفاق: " لقد كنت في خوف مستمر، خوف من النزوح مرة أخرى وخوف من عدم الحصول على مرفق صحي لولادة آمنة."
عندما بدأت الآم مخاض الولادة لدى اشفاق، قررت هي وزوجها المشي على الأقدام مسافة 40 كيلومتر من مأواهم المؤقت إلى مستشفى رأس العارة من أجل الولادة في مرفق صحي. تعرضت اشفاق للتعرق الشديد والانخفاض الحاد في ضغط الدم بعد الرحلة الطويلة إلى المستشفى وقبل ذلك شهور من الخوف والقلق. ساعد الفريق الطبي في المستشفى اشفاق على استعادة مستوى ضغط الدم وأجرى لها فحوصات لضمان ولادة آمنة لها. ولدت اشفاق بطفلها الذكر وهو بصحة جيدة بمساعدة من الكادر الطبي المؤهل في مستشفى رأس العارة.
الشراكة من أجل انقاذ الأرواح اثناء الولادة
منذُ يونيو 2022، ساعدت الشراكة مع مركز الملك سلمان للإغاثة الإنساني في زيادة وصول النساء والفتيات لخدمات الصحة الإنجابية من خلال دعم 15 مرفق صحي و50 قابلة اجتماعية في انحاء المحافظات الجنوبية باليمن.
مكن هذا النساء الحوامل مثل اشفاق ونسمة من الحصول على خدمات الصحة الإنجابية والولادة الآمنة.
خلال العام الماضي، حصلت أكثر من 255,000 ألف من النساء والفتيات على خدمات رعاية الأمومة الصحية المنقذة للحياة من خلال هذه الشراكة التي حصلت بسببها 21,000 ألف امرأة على ولادات آمنة، وتلقت 50,000 ألف من النساء رعاية ما قبل وما بعد الولادة بالإضافة إلى حصول 40,000 الف امرأة على خدمات تنظيم الأسرة.