أنت هنا

كانت أحلام البالغة من العُمر 37 عاماً حاملة بطفلها التاسع عندما نزحت عائلتها إلى مخيم الجفينة في مديرية رغوان في محافظة مأرب باليمن. كان جسدها مُرهق نتيجة الولادة، والنزوح وانعدام الغذاء خلال حملها التاسع. تقول أحلام: " معظم الليالي عانيت من ألم حاد، ولم أكن قادرة على الحركة أو الكلام مع زوجي إلا بصعوبة بالغة."

تجربة مُروعة

تفاقمت مضاعفات الحمل لدى أحلام مع اقترابها من موعد الولادة وهو ما هدد حياتها وحياة جنينها الذي لم يولد بعد.
يقول زوج أحلام: " كنت أعرف ان شيء ماء ليس على ما يرام، لكن خياراتي كانت محدودة. لم يكن لديا أية مدخرات بعد أن فقدت عملي نتيجة النزوح."  ونتيجة لعدم امتلاكه المال لنقل أحلام إلى المستشفى، لجأ الزوج إلى قابلة غير مؤهلة لمساعدتها على الولادة في المنزل.

تمكنت أحلام من ولادة طفلها بسلام، لكن بدأت تنزف بشكل كبير بعد الولادة مباشرة. لم تستطع القابلة أن تسيطر على النزيف وأسرعت بها إلى أقرب عيادة صحية.  في العيادة، تلقت أحلام اسعافات أولية لكن العيادة لم تكن مجهزة لتقديم المعالجة الطارئة التي تحتاجها أحلام.

تمكنت أحلام من ولادة طفلها بسلام، لكن بدأت تنزف بشكل كبيربعد الولادة مباشرة. لم تستطع القابلة أن تسيطر على النزيف وأسرعت بها إلى أقرب عيادة صحية.  في العيادة، تلقت أحلام اسعافات أولية لكن العيادة لم تكن مجهزة لتقديم المعالجة الطارئة التي تحتاجها أحلام.

يقول الزوج: " شعرتُ أن الزمن توقف عندما أخبرتني الممرضة أنها لا تستطيع فعل أي شيء لمساعدة زوجتي."

كان جسم أحلام يتحول إلى اللون الأزرق ولم يكن لدى زوجها اية نقود لدفع تكاليف نقلها إلى أقرب مستشفى. وبصدفة حظ، عرض زائر في العيادة أن يأخذ أحلام إلى من مركز الشهيد محمد هائل الصحي، وهو مرفق صحي يدعمه مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية لتقديم خدمات رعاية الطوارئ التوليدية.

نافذة أمل

وصلت أحلام الى مركز الشهيد محمد هائل الصحي وهي فاقدة للوعي وفي حالة من الصدمة الشديدة. أسرع الفريق الطبي بأحلام إلى غرفة العمليات على أمل انقاذ حياتها.
"عندما رأيتها اعتقدتُ أنها قد انتهت، وضعت إصبعي لتحسس نبضها الذي كان يتلاشى." تقول الممرضة.

عانت أحلام من تمزق الرحم بعد ان ولادتها في المنزل. لم تستطع الطبيبة أن توقف نزيف أحلام ما أدى إلى انخفاض مستويات الدم لديها بشكل كبير.

تم اتخاذ القرار بإزالة الرحم لأحلام على أمل المساعدة في استقرار حالة النزيف لديها. تقول طبيبة النساء والتوليد: " بعد ست ساعات من العملية الجراحية، وبعد ان رأيت حالتها تستقتر، شعرتُ بسعادة غامرة." لقد كان صوت نبضها في جهاز مراقبة النبض أشبه بموسيقى النصر."

الفوز بحياة جديدة

تم ادخال أحلام إلى العناية المركزة لمدة خمس أيام حيث بدأت حالتها الصحية تتحسن تدريجياً.  " لقد شعرت انني فارقتُ الحياة في تلك اللحظة التي أصبت فيها بالإغماء" تقول أحلام بعدما تعافت. وتضيف: " عندما فتحتُ عيناي ببطء، اعتقدت اني افتحهما وانا في السماء قد فارقتُ الحياة لكن حينما سمعتُ نبضات قلبي في جهاز مراقبة النبض، أدركتُ انني قد نجوت وعدتُ إلى الحياة."

لدى اليمن واحدة من أعلى معدلات وفيات الأمهات في المنطقة العربية حيث تموت امرأة كل ساعتين اثناء الولادة في اليمن، وتعاني عشرين أخريات من جروح وإصابات بالعدوى أو إعاقات يمكن الوقاية منها. وست من بين كل عشر ولادات في اليمن تحدث دون وجود قابلة مؤهلة.

 يساعد الدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية في زيادة الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية للنساء والفتيات، من خلال دعم 15 مرفق صحي و50 قابلة مجتمعية جنوب اليمن. يمكن هذا النساء الحوامل من الحصول على ولادات آمنة، كما يزود المرافق الصحية بالمعدات لمعالجة احتياجات الصحة الإنجابية الأخرى.