أنت هنا

بكلماتها: عروس يمنية بسن ١٦ عاماً أجبرت على ان تكبر بسرعة تتجاوز سنها الحقيق.

 

١ فبراير ٢٠٢٢

 

مديرية صالة، محافظة تعز، اليمن -تعيش *ابتسام ذات الـ16 عاماً.

 

منذ كنت صغيرة وانا أتمنى ان أصبح طبيبة نساء وولادة بسبب ارتفاع الوفيات بين النساء نتيجة الزواج المبكر. عندما اندلعت الحرب وتصاعد النزاع، عانت الكثير من العائلات من النزوح وفقدان أعمالها. نزحت انا مع عائلتي الى جوار بعض الأقرباء في مناطق اخرى بحثاً عن النجاة.

كان النزوح هو سبب زواجي لأن والديّ كانا خائفين من كوني فتاتهما الوحيدة التي تعيش مع الذكور من أبناء عمومتي.

 

في عمر الـ14، تم زفافي لابن عمي في حفلة صغيرة ودون مهر زواج، وهذا أثر عليَ بشكل كبير. تقبلت الوضع رغم ذلك وتركتُ المدرسة. وبعد شهر من زواجي حملت بطفلي الأول.

 

وحينما استقرت الأوضاع بشكل كافِ، عاد والدايَ الى منزلنا القديم وتركوني وحيدة مع زوجي. وخلال هذه المرحلة بدأ زوجي يسيء معاملتي بشكل مفاجئ. وبدأ زوجي يشكك من ان الجنين الذي احمله هو ابنه وكان يضربني في بطني محاولاً إجهاض الجنين.

حاولت التواصل مع عائلتي ولكن دون فائدة, حتى جاء اليوم الذي لم أستطع بعده تحمل الضرب والنزيف فطلبت الحماية من احدى المساحات الامنه (مدعومة من صندوق الأمم المتحدة للسكان) التي سمعت عنها.

 

هناك تلقيت دعماً نفسياً وصحياً، وتمت إحالتي الى دار الإيواء. ولأنني لم أكن ارغب في الذهاب هناك، وبدلاً عن ذلك تواصلت المساحة الامنة مع عائلتي وتم تعيين مختص يتابع حالتي ويرافقني اثناء عودتي الى منزل عائلتي.

لم اعتاد على هذا النوع من الرعاية والاهتمام والمتابعة لحالتي ووضعي منذ بداية الحرب. مباشرة حينما وصلت منزل عائلتي كانت بالنسبة لي كالفردوس التي وجدت فيها راحتي. بعد أسابيع من جلسات الدعم النفسي في المساحة الامنة المخصصة للنساء والفتيات تحسنت حالتي بشكل كبير وكان عقلي منشغلاً بجنيني القادم.

في المساحة الامنة هناك ايضاً برنامجاً للتدريب المهني تعلمت فيه الخياطة لمدة ثلاثة أشهر لأصبح قادرة على الاعتماد على نفسي وتدريب نساء أخريات على الخياطة.

 

كنت قد فقدت الامل في الجانب الإنساني في بلدي، لقد بدت الأمور بشكل ميؤوس منه. ولكن المساعدة التي تلقيتها والناس الذين ساندوني ووقفوا الى جانبي كانوا سبباً في تجاوز معاناتي وتغيير نظرتي.

بعد مضاعفات حملها في الشهر السابع، انجبت ابتسام طفلها الأول بعملية قيصرية اعتيادية في احدى المستشفيات المدعومة من صندوق الأمم المتحدة للسكان.

 

و بجهود من المحامي الذي نصبته المساحة الامنة لإبتسام، حصلت على الطلاق والنفقة الشهرية لطفلها. وبعد أن فقد والد ابتسام عمله كمعلم في إحدى المدارس، أصبحت هي معيل الأسرة الأساسي والشخص الوحيد الذي لديه مصدر دخل.

 

*تم تغير الاسم لأغراض الخصوصية والحماية