Go Back Go Back
Go Back Go Back

خدمات رعاية الصحة النفسية المجانية تنتشل الناجيات من العنف في اليمن

خدمات رعاية الصحة النفسية المجانية تنتشل الناجيات من العنف في اليمن

News

خدمات رعاية الصحة النفسية المجانية تنتشل الناجيات من العنف في اليمن

calendar_today 09 أكتوبر 2024

سميرة وهي تبحث عن خدمات الرعاية الصحية النفسية المجانية في مركز متخصص للرعاية النفسية يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان-إب، اليمن، © مؤسسة الرعاية النفسية التنموية
سميرة وهي تبحث عن خدمات الرعاية الصحية النفسية المجانية في مركز متخصص للرعاية النفسية يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان-إب، اليمن، © مؤسسة الرعاية النفسية التنموية

"لم تكن رحلتي سهلة, لكني ومع كل جلسة علاج، كنت اكتسب قوة جديدة وعزيمة لا تُقهر”، تقول سميرة البالغة 42 عامًا، وهي ممرضة من محافظة إب. درست سميرة التمريض وكانت متحمسة لبناء مسيرة مهنية. في سن 23، تزوجت سميرة وتعرضت للمعاملة القاسية لعشر سنوات من أجل أطفالها الثلاثة، حتى قررت الطلاق في نهاية المطاف.

زواج جديد لكنه زائف

بعد عام، قدمت لها جارتها عرض زواج من رجل أعمال خليجي يرغب في الزواج من امرأة يمنية. كانت سميرة مترددة في البداية قبل أن توافق على الزواج بعد وعده لها بحياة أفضل لها ولأطفالها. بعد ستة أيام من الزواج، سلمت سميرة زوجها الجديد جميع وثائقها الرسمية، بما في ذلك عقد زواجهما، من أجل تحضير انتقالها إلى الخليج، إلا أنه وبعد فترة قصيرة اختفى عنها.

تقول سميرة: "اتصلت به مرارًا، لكن هاتفه كان مغلقًا. بحثت عنه في كل مكان، ولكن لم يكن له أثر. حتى اسمه في عقد الزواج كان مزيفًا. هذا الرجل، الذي لا أعرف حتى اسمه الحقيقي، اختفى وتركَني وحدي."

لجأت سميرة لاستخدام المهدئات بشكل مفرط بحثاً عن الراحة، لكنها حالتها زادت سواء، وسرعان ما بدأت تعاني نوبات اكتئاب شديدة، واضطرابات في النوم والشهية، ومن العزلة والانعزال مع أفكار انتحارية تراودها.

تضيف سميرة: “انتظرته لأشهر، على أمل عودته لكن دون جدوى. لقد خدعني وحطم قلبي. لن أنسى أبدًا نظرات الشفقة من الناس حولي. لقد كان شعورًا مؤلمًا ولا يوصف”.

تشجع الخدمات المجانية للصحة النفسية النساء على طلب المساعدة

أخبر أحد الأطباء النفسيين الذين كانوا يزورون المستشفى حيث تعمل سميرة عن وجود مركز متخصص يقدم خدمات الرعاية الصحية النفسية مجاناً وهذا شجع سميرة على زيارة المركز. في المركز الذي يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان وتديره مؤسسة الرعاية النفسية التنموية، تم إحالة سميرة بسرعة إلى اخصائية نفسية، ومن ثم إلى طبيب.

أجرت الطبيبة النفسية تقييماً شاملاً لسميرة، مشخصاَ حالتها بالاكتئاب . تم وضع خطة علاج تضمنت أدوية وجلسات علاج نفسي باستخدام المعالجة السلوكية المعرفية. حرصت الاخصائيه النفسية كذلك على إدراج سميرة في جلسات العلاج النفسي الجماعي، مما منحها فرصة للتفاعل مع نساء أخريات تعرضن لمشكلات مشابهة. منح هذا النشاط سميرة شعوراً بالدعم والانتماء، وتعلمت مهارات جديدة للتعامل مع الضغوط النفسية.

لم يتوقف العلاج عند سميرة فقط، بل شمل ايضاً عائلتها. أدرك الفريق المختص أن تحسن علاقة سميرة بوالدتها كان أساسياً في تعافي حالتها النفسية. تم عقد جلسات لوالدتها لمعالجة سلوكها وتحسين طريقة تعاملها مع سميرة. ومع مرور الوقت، ازدادت مشاعر الأمان والحب والدعم من والدتها، مما ساعد سميرة على الشعور بالثقة والتحسن في حالتها النفسية.

بعد ستة أشهر من العلاج, تغلبت سميرة على حالتها, وتحسنت حالتها, واستعادت السيطرة على حياتها. تقول: "ساعدني الفريق المختص على فهم نفسي بشكل أفضل وتغيير تفكيري وسلوكي. اليوم، أشعر أنني شخص جديد تمامًا. لقد تغلبت على حالتي، واستعدت السيطرة على حياتي وبدأت أرى مستقبلي بأمل وتفاؤل".

تم  إحالة سميرة إلى مساحة آمنة للنساء والفتيات يدعمها  صندوق الأمم المتحدة للسكان في مديرية الضِّهار للحصول على الدعم القانوني. وبمساعدة هذه المساحة الآمنة، تم تعيين محام للمساعدة في الإجراءات القانونية لإبطال زواجها بعد عام من اختفاء زوجها.

الحاجة الملحة للصحة النفسية في اليمن

تسببت أكثر من تسع سنوات من النزاع والحرمان بتداعيات كبيرة على الصحة النفسية لليمنيين، وخاصة النساء والفتيات. في ظل ندرة خدمات الصحة النفسية وشيوع الوصمة الاجتماعية بشدة ضد الأمراض النفسية. فهناك نحو 7 ملايين شخص بحاجة إلى الدعم والعلاج النفسي، لكن 120,000 ألف شخص فقط يحصلون على هذه الخدمات بشكل مستمر. وهناك 46 طبيبًا نفسيًا فقط في جميع أنحاء البلاد – أي بمعدل واحد لكل 700,000 ألف شخص.

خلال الست السنوات الماضية، أنشأ صندوق الأمم المتحدة للسكان ستة مراكز للدعم النفسي بتمويل من الاتحاد الأوروبي، ومملكة النرويج. ومنذ بداية 2024، حصل حوالي 100,000 ألف شخص على خدمات الدعم النفسي عبر خط ساخن وبشكل شخصي في هذه المراكز المتخصصة، كان معظمهم ناجين من العنف.

 

*تم تغيير الاسم لأغراض الخصوصية والحماية.