أنت هنا

الحديدة، اليمن.

 

"لقد شعرت بالموت في كل كيلومتر على الطريق إلى المستشفى"، تقول حليمة، 35 عاماً، من قرية نائية في مديرية الضحي.

 

حليمة، الحامل في شهرها الثامن وتعاني من سوء التغذية الحاد، كانت تعاني من آلام المخاض الشديدة، عندما استنفد زوجها كل مدخراته لاستئجار دراجة نارية – وهي وسيلة النقل السريعة الوحيدة المتاحة لنقل حليمة إلى أحد المرافق الصحية. كان أقرب مرفق يقع على بعد 43 كيلومتراً.

 

تسببت أكثر من ثماني سنوات من النزاع في إفقار حليمة وأسرتها.

 

تضيف حليمة قائلة: "كانت الطرق وعرة للغاية. لا أستطيع وصف الألم. كنت متمسكة بزوجي بكل ما تبقى لي من قوة حتى أتمكن من إنقاذ طفلتي".

 

بعد أربع ساعات، وصلت حليمة إلى مستشفى الضحي الريفي – وهو مرفق صحي يحظى بالدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان وبتمويل من إدارة المساعدات الإنسانية التابعة للمفوضية الأوروبية.

 

قام الفريق الصحي على وجه السرعة بإدخال حليمة للولادة. أنجبت حليمة فتاتين توأم بكل أمان.

 

تقول حليمة بسعادة: "شكراً لكم لإنقاذ بناتي، لولا هذا المستشفى والعاملين فيه، لا أعرف ما إذا كنت أنا أو بناتي على قيد الحياة اليوم".

 

لا تزال معدلات وفيات الأمهات في اليمن مرتفعة للغاية؛ من أعلى المعدلات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تتم أقل من نصف الولادات بمساعدة موظفين طبيين مهرة، في حين أن ثلث الولادات فقط تتم في مرفق صحي. فقط مرفق واحد من كل خمسة مرافق عاملة لديه القدرة على تقديم خدمات صحة الأم والطفل.

 

يقدم صندوق الأمم المتحدة للسكان الدعم إلى 90 مرفق صحي في جميع أنحاء البلاد لتقديم خدمات الصحة الإنجابية، حيث استفادت حوالي مليون امرأة وفتاة من خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للأرواح منذ بداية عام 2023.