أنت هنا

في مناطق نائية باليمن، تسابق النساء الحوامل للحصول على الرعاية الصحية المنقذة للحياة

 

اليمن-صعدة. 

 

 "أنتِ مقاتلة يا سيئون". 'هكذا همست الممرضة في أذني، وأضافت: "نحن إلى جوارك، ولن تستسلمي، أليس كذلك؟" 

تعيش "سيئون" البالغة 35 عاماً مع زوجها وطفليها في محافظة صعدة النائية باليمن. 

 

تقول سيئون: "كان يومًا قائض الحرارة وبينما كنت أحمل دلو ماء ثقيل حان وقت المخاض". 

'اتصلت أسرتي بالقابلة التقليدية، لكن ساعات من الألم المبرح لم تؤد إلى تقدم، وعندما بدأ النزيف الحاد، شعرنا جميعاً بالخوف والصدمة".

كان جنين سيئون في وضعية معكوسة وكان معرضًا بشكل كبير لخطر الاختناق.  تشرح سيئون: " تمكن زوجي من أن يجد لنا سيارة، وقمنا برحلة شاقة في طريق وعر استغرقت ثلاث ساعات إلى المستشفى الجمهوري بمدينة صعدة". "وعندما وصلنا أخيرًا، سمعت صوت الطبيبة وهي تقول بقلق: “يجب أن نحاول، بعدها فقدتُ وعيي وأظلم كل شيء". 

 

رعاية منقذة للحياة:

'استيقظتُ مرتبكة ومرهقة، وشعرت بيد تمسك بيدي، وسألتني الطبيبة المعالجة: 'هل أنت بخير يا سيئون؟ " لقد أنقذناك أنتِ وطفلك". تضيف سيئون: "كان هناك مزيج من المشاعر التي تنتابني، مزيج من اليأس العالق والأمل الجديد، وغرقت في نوم عميق حتى اليوم التالي".
"لقد أنقذ نقذ طاقم المستشفى حياتي، لكن الأمر كان أكثر من مجرد خبرة المعالجة. كانت الأيدي الحانية تمسح دموعي والكلمات الرقيقة التي قيلت بلهجتي تهدئ روحي''. 
تقول الدكتورة ميادة علي، التي عالجت سيئون: 'لقد خطرت فكرة موتها على بالي. كان كل نفس كانت تتنفسه بمثابة صراع، وكان ألمها لا يوصف". 
تقول الدكتورة إيمان في المستشفى الجمهوري: "لقد كان لصندوق الأمم المتحدة للسكان دور فعال في تزويدنا بالإمدادات الحيوية والأدوية والتدريب". "قصص مثل قصة سيئون كانت ستنتهي بمأساة لولا هذا الدعم".

 

الحاجة الملحة: 

منذُ يناير/كانون الثاني 2024، تلقى أكثر من 9,000 شخص خدمات الصحة الإنجابية في محافظة صعدة، وأكثر من 284,000 شخص في اليمن من خلال دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان. إلا أنه وبعد أكثر من ثماني سنوات من الصراع، لا تزال هناك فجوة كبيرة في الرعاية الصحية المُلحة التي تحتاجها النساء الحوامل في اليمن بشكل عاجل.

 

وتضيف سيئون: "أعيش في منطقة لا تتوفر فيها حتى الخدمات الصحية الأساسية، بالنسبة للنساء في المناطق الريفية، تعتبر المستشفيات رفاهية يصعب الوصول إليها وهي مكلفة للغاية''.

 

يهدف صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى توفير الرعاية التوليدية الطارئة لأكثر من 1.2 مليون امرأة في اليمن خلال العام 2024، وهو هدف أقل بكثير من 2.7 مليون ولادة متوقعة في البلاد في نفس العام.

 

تعلق انشراح أحمد، ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن: "يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان كمزود وحيد للخدمات الصحية للنساء مثل سيئون في المناطق الأكثر ضعفاً في اليمن."، " نحن نعمل مع الشركاء لتعزيز نظام الرعاية الصحية وضمان توفير قابلات مؤهلات ورعاية توليدية طارئة للنساء ومع ذلك لاتزال الاحتياجات هائلة". 

وتضيف: "لا تزال الملايين من النساء يفتقرن إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية، ويفاقم النزاع المستمر الوضع. لذلك، هناك حاجة إلى تمويل عاجل لاستدامة عملنا المنقذ للحياة".