أنت هنا

 

لاتزال اليمن واحدة من أكبر الازمات الإنسانية في العالم، فهناك نحو 12.6 مليون بحاجة الى شكل من اشكال المساعدة الإنسانية في العام 2023، ويعاني 80% من السكان من اجل الوصول الى الغذاء، ومياه الشرب الآمنة والخدمات الصحية الكافية. تأتي هذه التداعيات كنتيجة لعدد من الازمات الطارئة المتداخلة التي تضرب البلاد من الصراع العنيف والانهيار الاقتصادي الى الكوارث الطبيعية المتكررة والاضطراب الحاد في الخدمات العامة.

 

النساء والفتيات هن الأكثر تضرراً

وتُعد النساء والفتيات من أشد الفئات تضرراً بالأزمة، فحوالي 80% من 4.5 مليون نازح في اليمن هم من النساء والأطفال. وتمثل الأسر التي تعيلها نساء حالياً 26 % من اجمالي العائلات النازحة.

 

ويستمر تجذر السلوكيات الاجتماعية التمييزية ضد النساء وانخراطهن اقتصادياً واجتماعياً وهو ما يضاعف عدم المساواة الموجودة ويعيق وصول النساء الى الخدمات الاساسية. لقد تم فرض متطلب المحرم للنساء بما فيهن العاملات في المجال الإنساني بشكل كبير في العام 2022 في محافظات شمالية من البلاد. وينص هذا المطلب على عدم سفر المرأة دون مرافق "ذكر" من عائلتها. قوض هذا المتطلب من قدرة المجتمع الإنساني على إيصال المساعدات المنقذة للحياة وخاصة للنساء والفتيات، كما فاقم انعدام الامن الغذائي لدى النساء والحد من وصولهن الى خدمات الحماية والرعاية الصحية مخلفاً تداعيات على صحتهن النفسية والجسدية. ويشكل الوصول للخدمات الأساسية وحرية الحركة تحدياً أكبر بالنسبة للنساء والفتيات اللاتي يفتقرن لوثائق اثبات الهوية القانونية وذلك بسبب القوانين والإجراءات التمييزية.

 

الحاجة مُلحة لحماية النساء والفتيات

وتعاني النساء والفتيات من العنف بشكل غير متناسب. وبالرغم من وجود هذه الظروف من قبل الصراع، إلا انها تضاعفت حالياً ما دفع المجتمعات والعائلات أن تلجأ بشكل أكبر الى استراتيجيات تكيُف ضارة من اجل البقاء. ومع محدودية خيارات المأوى وتفكك آليات الحماية الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية، تتعرض الفتيات بشكل متزايد لمخاطر الزواج المبكر والاتجار بالبشر، التسول وعمالة الأطفال وغيرها. كما تواجه النساء والفتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة مخاطر أكبر للعنف في المجتمع في وقت تفتقر فيه الخدمات المتوفرة الى التأهيل الملائم لتلبية احتياجات هذه الفئة. وتحتاج نحو 7.1 مليون امرأة وفتاة خدمات وقاية ومعالجة من العنف بأشكاله المختلفة خلال العام 2023، إلا ان هذه الخدمات تتعرض للإنهاك في انحاء اليمن وتغيب بشكل كامل في بعض المناطق التي يصعب الوصول اليها. وفي ذات الوقت تظل البيانات حول العنف ضد النساء والفتيات شحيحة جداً وغير موثوقة نتيجة الخوف من الإبلاغ والوصمة الاجتماعية وغياب آليات المعالجة القانونية وعوامل أخرى.

 

معدلات عالية لوفيات الأمهات

لايزال معدل الوفيات بين الأمهات في اليمن عالياً جداً ويُعد الأعلى في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. في كل ساعتين تموت امرأة اثناء الولادة في اليمن وغالباً بأسباب يمكن الوقاية منها بشكل شبه كلي. أقل من نصف الولادات تتم بمساعدة فرق طبية مؤهلة كما ان فقط ثلث الولادات تتم في مرفق صحي. تعاني النساء في سن الانجاب لا سيما الحوامل والمرضعات من الوصول المحدود او انعدام الوصول لخدمات الرعاية الصحية الإنجابية بما في ذلك رعاية ما قبل وبعد الولادة، خدمات الولادة الامنة وتنظيم الاسرة والطوارئ التوليدية ورعاية المواليد.

 

 

 

تؤثر ضعف تغطية الخدمات الصحية وغياب الكادر المتخصص ونقص الامدادات الطبية الأساسية وعدم وجود طبيبات خاصة على مستوى المرافق الرعاية الصحية الأساسية، على وصول ثلاثة ارباع النساء في الأرياف الى خدمات الامومة. ودون الوصول الى الادوية المنقذ للحياة، ستكون نحو 1 مليون امرأة متوقع ان يولدن في العام 2023 في خطر. كما ستواجه 1 مليون امرأة أخرى ممن يرغبن في تنظيم الاسرة لتجنب او تأجيل الحمل خطر الحمل غير المرغوب. ومما يضاعف الامراض المرتبطة بالصحة الإنجابية والوفيات بين الرجال والنساء هو انعدام الوصول الى ادوية الصحة الإنجابية الأخرى بما في ذلك المتعلقة بالوقاية ومعالجة الامراض المنتقلة جنسياً والعنف.

ويتوقع ان تعاني أكثر من 1.5 مليون امرأة حاملة ومرضعة من سوء التغذية الحاد خلال العام 2023 يخاطرن بولادة أطفال يعانون من التأخر الحاد في النمو وتمريض مواليد مصابون بسوء التغذية نتيجة تفاقم انعدام الامن الغذائي.

 

نظام صحي منهار

ويعمل أقل من نصف المستشفيات فقط في اليمن حيث تعاني 11 % من الدمار الكلي او الجزئي نتيجة الصراع. يترافق مع هذا نقص حاد في الادوية والامدادات الطبية الأساسية والطواقم المتخصصة. يقدم 1 فقط من بين كل 5 مرافق صحية خدمات الامومة والطفولة الصحية. وتعاني 19 من 22 محافظة يمنية من نقص حاد في أسرة الامومة- فهناك 6 اسرة مرضى فقط لكل 10000 شخص، وهو نصف المعيار الذي تنص عليه منظمة الصحة العالمية. بالإضافة الى ذلك، يعيش حوالي 42 % من المجتمع اليمني على بُعد أكثر من ساعة من أقرب مستشفى عام يعمل بطاقته الكلية او الجزئيةً.

 

ارتفاع كبير في احتياجات الصحة النفسية

لقد شكل الأثر المتراكم للصراع والحرامان بشكل كبير على الصحة النفسية لليمنين لا سيما النساء والفتيات. ورغم هذا، بتقى الرعاية الصحية النفسية شحيحة في اليمن كما تتعرض الامراض النفسية لوصمة اجتماعية بشكل كبير. فمن بين حوالي 7 مليون شخص بحاجة الى الرعاية والدعم الصحي النفسي، هناك فقط 120000 يستطيعون الوصول الى هذه الخدمات.