أنت هنا

بعد تسع سنوات من الصراع، لا زالت الاحتياجات في اليمن هائلة. يحتاج أكثر من نصف السكان، أي 18.2 مليون، لشكل من أشكال المساعدة الإنسانية في العام 2024. وذلك نتيجة لأزمات الطوارئ المتداخلة والمتعددة التي تجتاح البلد من الصراع العنيف والانهيار الاقتصادي إلى أزمات الطوارئ الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ والانهيار الحاد في الخدمات العامة، مع ما يضيفه الصراع الإقليمي الأخير من مستويات ضعف. 

مخاطر متزايدة تواجه النساء والفتيات

تتحمل النساء و الفتيات العبء الأكبر من تبعات الأزمات في البلاد. فنحو 80% بالمئة من النازحين في اليمن البالغ عددهم 4.5 ملايين شخص من النساء والأطفال وتتولى النساء إعالة ربع عدد العائلات النازحة. 

يضاعف الزواج المبكر أو زواج الأطفال خطر تعرض النساء والأطفال لمضاعفات صحية وخاصة لمن يعانون سوء التغذية. يضع مخاض الولادة في سن مبكرة جداً ضغطاً كبيراً على جسد الفتاة ما قد ينجم عنها تداعيات صحية منهكة كالناسور الولادي وحتى الوفاة. كما يؤثر زواج الأطفال بضلاله على الصحة العقلية للنساء وأطفالهن. فأكثر من 30 بالمئة من الفتيات في اليمن يتزوجن قبل سن 18 سنة، كما أن أعلى نسبة وفيات بين للأطفال تحت سن خمس سنوات تكون لأطفال تقل أعمار أمهاتهم عن 20 عاماً (54 حالة وفاة لكل 1000 ألف ولادة حية)، وهذا يشكل تذكيراً صارخاً آخر بمخاطر الزواج المبكر.

لقد أصبح العنف القائم على النوع الاجتماعي في اليمن وباءً متوطناً مع وجود أكثر من 6.3 ملايين من النساء والفتيات في خطر مضاعف للتعرض لأشكاله المختلفة بما في ذلك الممارسات التقليدية كتشويه الأعضاء التناسلية الانثوية (ختان الإناث). ومع الخيارات المحدودة للمأوى وتفكك الآليات الرسمية وغير الرسمية للحماية، أصبحت الفتيات أكثر عرضة للزواج المبكر والاتجار بالبشر والتسول القسري وعمالة الأطفال وغيرها. وتتعرض النساء والفتيات من ذوات الاحتياجات الخاصة والفئات المهمشة بشكل أكبر لمخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي مع وجود خدمات غير مجهزة لتلبية احتياجاتهن.  

ويبقى الوصول لاستجابة شاملة للعنف القائم على النوع الاجتماعي غير كاف في أرجاء اليمن، مع افتقار 90 بالمئة من المناطق الريفية لهذه الخدمات. وغالباً ما تواجه النساء اللواتي يعلن أسرهن، والنساء من ذوات الاحتياجات الخاصة والنساء من الأقليات ومجتمعات المهاجرين صعوبات أكبر نتيجة التمييز والضعف المتفاقم ضدهن ما يحد من وصولهن للدعم المنقذ للحياة وللعدالة. 
 

الاحتياجات الصحية للنساء والفتيات لازالت مُلحة

تشكل النساء ربع اجمالي 17.8 مليون بحاجة للمساعدة الصحية في العام 2024. وتواجه 5.5 ملايين من النساء في سن الانجاب بينهن مرضعات وحوامل تحديات في الوصول لخدمات الصحة الإنجابية خاصة في المناطق الريفية والمديريات في الخطوط الأمامية للصراع. وهذا نتيجة لعدم وجود طبيبات متخصصات وممرضات ونقص الامدادات الطبية الأساسية والوصول المحدود للخدمات. وفاقمت قيود الحركة على عاملات الإغاثة الإنسانية في كل المحافظات من الوضع في شمال اليمن. 

ويبقى معدل وفيات الأمهات في اليمن مرتفعاً مع وفاة امرأة كل ساعتين اثناء الولادة، غالباً لأسباب يمكن الوقاية منها كلياً. أقل من نصف الولادات تتم بمساعدة طواقم طبية مؤهلة وفقط ثلث الولادات تتم في مرافق صحية. وتعاني النساء في سن الانجاب وخاصة النساء الحوامل والمرضعات من وصول محدود أو منعدم للرعاية الصحية الإنجابية بما في ذلك الرعاية القبلية والبعدية وخدمات الولادة الآمنة وتنظيم الأسرة والطوارئ التوليدية ورعاية المواليد.

ويُتوقع أن تحتاج أكثر من 2.7 مليون من النساء المرضعات والحوامل للعلاج من سوء التغذية خلال العام 2024، ويخاطرن بولادة مواليد يعانون من ضعف حاد في النمو، ورعاية رُضع لديهم سوء تغذية نتيجة ارتفاع مستويات الأمن الغذائي. يتضاعف هذا الوضع مع وجود نقص حاد للغاية في الأدوية الأساسية والامدادات والكوادر المتخصصة، فمن بين كل خمسة مرافق صحية، يقوم مرفق واحد فقط بتقديم خدمات صحة الأم والطفل. 
 

زيادة احتياجات الصحة النفسية

تسبب الأثر المتراكم للصراع والحرمان بوطأة كبيرة على الصحة النفسية لليمنيين وخاصة النساء والفتيات. لازالت الرعاية الصحية النفسية شحيحة ويتعرض مرضى الصحة النفسية بشكل كبير للوصمة الاجتماعية. ويحتاج نحو 7 ملايين شخص في اليمن للعلاج والدعم الخاص بالصحة النفسية، بينما 120,000 ألف شخص فقط لديهم وصول مستقر لهذه الخدمات.