أنت هنا

صُمِم هذا الدليل حول المساحات الآمنة للنساء والفتيات؛ ليستخدم كحقيبة تدريبية مرجعية ووثيقة تستعين بها القائمات على المساحات الآمنة والكادر الإداري والفني لتسيير أعمال المساحات حتى تحقق الأهداف المرسومة لها. كما أن هذا الدليل بما يحتويه من مفاهيم نظرية يعزز من المعارف لدى كوادر المساحات الآمنة وينقلهم إلى الجانب التطبيقي، لوضع الخطوات اللازمة لتنفيذ العمليات الإدارية داخل المساحات وكذلك تنفيذ الجوانب الفنية المتعلقة بالأنشطة والخدمات التي تقدمها المساحات الآمنة للفئات المستهدفة من النساء. هذا الدليل هو منطلق هام لعمل المساحات الآمنة للنساء والفتيات في اليمن، وهو يمثل استدعاءً واستلهاماً لكل الأفكار وبذل المزيد من الجهود لتطوير الأداء للوصول إلى تطوير الخدمات المقدمة للنساء من مختلف الشرائح؛ لتعزيز بيئة الحماية ومقومات التمكن لهن.

 

وفقاً للاحتياجات الإنسانية التي نشرتها الأمم المتحدة في اليمن في عام 2018 ، فإن الوضع الحالي الذي تعاني منه اليمن منذ 2015 قد ترك حوالي 3 ملاين يمني بحاجة إلى دعم في مجال الحماية تشكل النساء والأطفال نسبة 76 ٪ من هذا العدد موزعن على العائلات النازحة والمجتمعات المضيفة والعائدين، ويعتبرون الأشد تضرراً والأكثر تعرضاً للخطر. وهناك من النساء من فقدن أزواجهن وأبنائهن واضطررن إلى تحمل الألم ومعايشة

المعاناة مع عائلاتهن وأسرهن وتحمل الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية وفقدان مصادر الدخل والممتلكات والمنازل، وأصبحن بن عشيةٍ وضحاها مشردات يسكُنَّ المدارس والمخيمات وإن سَكَنَّ بالإيجار عجزنَ عن الدفع لشهور طويلة ناهيك عن الوضع الغذائي المتردي الذي أصبحت تعاني منه تلك الأسر وخصوصاً التي تعيلها نساء. الكثير من النساء والفتيات تحت طائلة تلك الظروف تعرضنَ لكثير من سلوكيات

الإيذاء التي زادت بفعل الوضع الراهن والحرب على اليمن، وكل تلك الظروف أحدثت تأثيرات

نفسية واقتصادية على أغلب النساء والفتيات. كل ذلك يستدعي السعي من أجل توفير مزيد من الاهتمام بالنساء والفتيات من الفئات المستضعفة أو ذوات الاحتياج، وتوفير الأماكن الملائمة التي يتمكنَّ من خلالها من تلقي

الدعم النفسي المناسب وخدمات التأهيل والتدريب والتوعية والتمكن الاقتصادي إسهاماً في التخفيف من معاناتهنَّ وحمايتهن من التعرض لأيٍ من حالات الإيذاء الأسري ومساعدتهن على الاستمرار في حياتهن اليومية والتخلص التدريجي من آثار ما لحق بهنَّ.