"لن أسمح لليأس. سوف أهزم كل الصعوبات."
هكذا تقول نبيلة وهي أم لطفلتين، وهي التي واجهت بدايات صعبة في حياتها نتيجة مشاكل عائلية ورفض عائلة زوجها القبول بها وبطفلتيها واعتبارها مجرد خادمة عليها فقط القيام بأعمال المنزل.
" لقد تعرضت للإساءة سواءً اللفظية أو النفسية من قبل عائلة زوجي. أثر هذا بشكل كبير على نفسية نبيلة وبدأت بسببه الشعور بالإحباط والقلق المستمر وجلد الذات، وهو ما أدى بالنهاية إلى انهيارها وبكاءها باستمرار. قرر زوجها الانتقال إلى مكان آخر ليخفف هذه المعاناة وبحثاً عن الاستقرار. انتقلت عائلتها إلى محافظة أخرى. إلا أن المزيد من المصائب كانت بالمرصاد. اندلعت الحرب وتعرض زوجها لإصابة في العمود الفقري تسببت له بشلل وعدم قدرة على الحركة. بدأت بعد ذلك قصة النزوح والألم لنبيلة وعائلتها.
تغير زوج نبيلة وأصبح سيء المزاج وبذيء اللسان ولم يعد يعاملها معاملة حسنة على الإطلاق. لقد أصبحت نبيلة عُرضة للإساءة المستمرة والالفاظ المسيئة وانحسرت خياراتها بين أن تتحمل كل ما يحدث لها أو الحرمان من طفلتيها. قررت أن تبدأ مرحلة البحث عن البقاء فنزحت إلى محافظة مأرب. أصبحت هناك عائلة لأسرتها تبحث أحياناً عما يعيشون به وأحياناً أخرى تبحث عن معالجة لزوجها المُقعد.
بحثت نبلية عن مكان يستعيد استقرارها النفسي الذي كانت تسبب دائماً بضعفها وسرعة انهيارها والبكاء والدخول في حالة من الإحباط والخوف من الاختلاط مع الاخرين. سعت نبيلة أيضاً من أجل اكتساب مهارات مهنية وحرفية تساعدها في توفير مصدر دخل. ومن خلال حضورها جلسة توعية في المخيم حيث تعيش، وصلت نبيلة إلى المساحة الآمنة للحصول على ما بحثت عنه بكل جهدها.
في المساحة تم التحكم بوضعها فحصلت على الدعم النفسي الفردي والاستشارات القانونية، وتلقت مع نساء اخريات التدريب والتأهيل في دورة تصفيف الشعر والتجميل. استفادت نبيلة بشكل كبير من حضورها وتلقيها جلسات الدعم النفسي الفردي. تحسنت حالتها النفسية وبدأت تشعر بالسعادة وتنشر الأمل لمن هم حولها. تحسنت حالة زوجها الصحية كذلك وبدأ بتحريك احدى قدميه. تميزت نبيلة بأدائها خلال التدريب فقد دفعها حبها لهذا المجال لأن تتميز وتنطلق في عالم تصفيف الشعر والجمال.
تمتلك نبيلة اليوم مشروعها التجاري الخاص بتصفيف الشعر والجمال، وقد أسست هذا المشروع في جزء من خيمتها الصغيرة. تعيش اليوم بسعادة بعد أن أصبحت ايقونة ومثالاً يحتذى به للمثابرة والعزم.
يعود الفضل للمساحات الآمنة في استعادة ألوان السعادة في حياة العديد من النساء. لقد أصبحت هذه النساء اليوم أقوى وأكثر استقراراً نتيجة جهود المساحة الآمنة.