محافظة، إب، اليمن – سارة*، 40 عامًا، حامل بطفلها السادس، واجهت تحديًا لا يُتصور - تحدٍ يهدد حياتها وحياة طفلها الذي لم يولد بعد.
لقد قضت سارة سنوات متنقلة بين صعوبات الفقر الناتج عن الصراع بينما كان زوجها يكسب بالكاد ما يكفي لإطعام أسرته من خلال جمع وبيع الزجاجات الفارغة. لم تحصل سارة على أي فحص طبي خلال فترة حملها فقد كانت تكلفة الرعاية الطبية رفاهية لا تستطيع تحملها.
عندما دخلت سارة في مخاض الولادة، لم يكن أمامها خيار سوى الولادة في المنزل. محاطة بنساء مُسنات يقمن بدور القابلات، قاتلت موجهة ألم مبرح. لم يحصل تقدم في ولادتها ومع مرور الساعات، تدهورت حالتها. لم تستطع الأيدي غير المدربة للأمهات المسنات فعل شيء – كانتا حياة سارة وحياة طفلها على المحك.
عندما أدركت عائلة سارة الخطر الجسيم، هرعوا للبحث عن وسيلة نقل، وجمعوا ما لديهم من القليل من المال لاستئجار سيارة. مع كل مطب على الطريق الوعر، يزداد ألم سارة يزداد. وعندما وصلت إلى مستشفى مذيخرة بمحافظة إب، كانت حالة سارة حرجة وهي منهكة وشبه فاقدة للوعي.
تحرك الفريق الطبي بسرعة، قامت القابلات بفحص علاماتها الحيوية، وباشر بإعطائها محاليل وريدية وقدموا لها الرعاية الطارئة للأمومة. بفضل التدخل المتخصص، تمكنت سارة أخيراً من الولادة بسلامة، وبما يشبه المعجزة نجا طفلها رغم ضعفه إلا أن حياته تنبض بقوة.
في تلك اللحظة، غمر سارة شعور بالراحة فطفلها وهي كذلك على قيد الحياة. بينما كانت تحتضن مولودها الجديد، سلمتها ممرضة مجموعة أدوات رعاية للطفل - هدية بسيطة لكنها غيرت حياتها، تحتوي على كل ما يحتاجه طفلها.
امتلأت عينا سارة بالدموع - ليس بسبب الألم هذه المرة، بل شعوراً بالامتنان والأمل. قالت بصوت يرتجف: "لم أكن أعلم أن هناك مساعدة من هذا النوع. الكثير من الأمهات مثلي يعانين بصمت، يخترن الولادة في المنزل لأنهن لا يعرفن أن هناك طريقة للحصول على المساعدة. أدعو أن يستمر هذا الدعم - من أجل كل أم تقاتل لتجلب طفلها إلى هذا العالم بأمان."
بتمويل من حكومة اليايان، يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان دعم مستشفى مذيخرة لتقديم خدمات صحة الأم والوليد مجاناً لضمان حمل وولادة آمنين. قصة سارة ليست قصتها وحدها، بل قصة آلاف من النساء يواجهن مخاطر يمكن الوقاية منها بسبب عدم الوصول إلى الرعاية والوعي، والموارد.
خدمات الصحة الإنجابية-صحة الأم والوليد- محدودة للغاية في اليمن. ستة من كل عشرة ولادات تحدث دون وجود قابلة مُدربة، وأربع من كل عشر نساء لا يحصلن على رعاية ما قبل الولادة من طاقم مؤهل. ونتيجة لذلك، تمتلك اليمن واحدة من أعلى معدلات وفيات الأمهات في المنطقة حيث تصل إلى 183 وفاة لكل 100,000 ولادة حية.
لا يجب أن يكون الحال على هذا النحو. من خلال استمرار الدعم وزيادة الوعي، يمكن أن تحصل المزيد من النساء على الرعاية التي يستحقنها، ويمكن إنقاذ المزيد من الأرواح أثناء الولادة.
*تم تغيير الاسم لأغراض الحماية والخصوصية.